هاشم أحمد شرف الدين
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
هاشم أحمد شرف الدين
عن معركةِ السَّيِّدِ القائدِ مع الشيطان
الخيواني.. القلمُ الذي لا ينضب والقلبُ الذي لم يتوقفْ عن النبض
تظاهُرةُ القلوبِ والعقولِ لا الأجساد
تظاهُرةُ القلوبِ والعقولِ لا الأجساد
صوتُ الأملِ والتغييرِ في عالمِ النضالِ الإنساني
حبُ اليمن لفلسطين قصةُ وفاءٍ لا تُختزل
تحريرُ غزةَ بأجنحةِ اليمن
تظاهرةٌ من نوعٍ آخر..
المنافقون هم المتخفّون لا أبو عبيدة
لأجل فلسطين.. تجرّدوا من نزعاتكم
حق الفيتو.. تحدٍ أمام الأمم المتحدة ومستقبل السلام العالمي..

بحث

  
هل يشهر المرتزق إفلاسه؟
بقلم/ هاشم أحمد شرف الدين
نشر منذ: 5 سنوات و 4 أشهر
الخميس 27 ديسمبر-كانون الأول 2018 07:30 م



لا نجانب الصواب أو نأتي بشيء غريب حين نقول إن الارتزاق بات نشاطا تجاريا تنافسيا لدى البعض، ولا نبالغ حين نقول أيضا إن البعض يعمل ضمن شركات ارتزاق منظمة فيما يعمل آخرون بشكل فردي مستقل. ووفقا لهذا ولحسابات السوق فإن هذه التجارة تشهد فترات ازدهار وفترات كساد تبعا للمتغيرات، لكن السمة المشتركة لكافة أنواع الارتزاق أن الخسارة هي المآل الحتمي الأخير لهذا النوع من النشاط..هذه المقالة تلقي الضوء على المرتزقة وإفلاسهم الحتمي في نهاية المطاف.

يلمس من يطالع تعريفات الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الموقعة عام 1949م بأنها قد قصرت مصطلح “المرتزقة” على أنهم “جنود مستأجرون ليحاربوا من أجل دولة أخرى غير دولهم، لتلبية مصالحهم الخاصة بهم بعيدا عن المصالح السياسية أو الإنسانية أو الأخلاقية”. ويتضح من التعريفات أنها قد قصرت أيضا مجال عمل المرتزقة بالأعمال العسكرية والأمنية تحديدا، ويتضح أيضا أنه لم يجر أي تحديث لمفهوم “المرتزقة”، رغم توسع نطاق عملهم في العقود الثلاثة الأخيرة، بالعمل عبر السياسة والإعلام والعلاقات العامة. فمثلما نشأت شركات أمنية وعسكرية لتوظيف مرتزقة أمنيين وعسكريين فقد نشأت شركات سياسية وإعلامية لتشغيل مرتزقة سياسيين وإعلاميين، يتقاضون رواتب عالية مقابل خدمة الطرف الذي يدفع المال، فيما يعمل البعض منهم منفردا كتاجر مستقل.

في اليمن يمكن اعتبار العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائهم، وما صاحبه من شيوع حالات متنوعة من الارتزاق نموذجا قابلا ليقدم كمثال واضح بسيط على ذلك لطلبة الجامعات، خاصة كليات السياسة والقانون والإعلام. فعلى صعيد الارتزاق السياسي والإعلامي أيدت شركات سياسية “أحزاب”، وأيد تجار “سياسيون وإعلاميون” العدوان على وطنهم وشعبهم، وبرروا له جرائمه الوحشية، وقدموا له الذرائع ليستمر في ارتكابها، بما يماثل ما ارتكبه المرتزقة العسكريون والأمنيون من جرائم في أعمال عسكرية وأمنية لانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب المجازر والجرائم مباشرة على الميدان.

وكما هو التنافس في النشاط التجاري أمر مشروع، يتنافس المرتزقة في مجالهم – غير المشروع ابتداء – على تقديم خدمات أكبر لإثبات الجدارة بالعمل، ولهذا عادة ما يبدو المرتزقة السياسيون والإعلاميون في حالات الحروب أكثر وحشية وعدوانا من الطرف المعتدي نفسه، فينادون باستئصال الطرف المستهدف وتصفيته ونفيه من الوجود، ويسعرون الحرب باستمرار، ويستخدمون ذهنياتهم لاعتراض أي مساع لوقف الحرب وإحلال السلام، وهذا أعلى سقف لهم، لا يجدون بعده مناصا من التدحرج نحو الإفلاس.

يعرف علم الاقتصاد الإفلاس بأنه إعلان الشركة أنها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها أمام الدائنين، وحينها تقوم الشركة بتصفية كل أملاكها وحساباتها البنكية لتسدد أكبر قدر ممكن من هذه الالتزامات ثم تخرج من سوق العمل، والإفلاس أيضا هو اضطراب في أحوال التاجر المالية والعملية، حيث لا يكون قادراً على الوفاء بالتزاماته المالية أو العملية ويتوقف عن سداد ديونه.

لكن وعلى العكس من أن الشركات التي كانت ناجحة ثم فشلت، تعلن عن فشلها بشفافية وشجاعة، وببيان واضح يسمى إشهار إفلاس، فإن شركات الارتزاق أو المرتزقة الفرديين لا يشهرون إفلاسهم، بل يمارسون التحايل على الممول، إذ يبدأ المرتزقة سرقة أفكار بعضهم البعض، أو الاقتراض منها، ويصبحون مستنسخين وآلات تردد الاسطوانات المشروخة ذاتها.

وبخلاف المرتزق العسكري فإن المرتزق السياسي أو الإعلامي يمكنه إدراك أن أوان الاستغناء عنه قد حان، لكونه صار مفلسا لم يعد لديه ما يروجه أو يبيعه، لهذا يستميت في هذه المرحلة طامعا في أن يبقي الممول على خدماته، فيفقد حينها دهاءه وحنكته، ويضع جانبا مكره وفطنته، ويرمي بجميع الأوراق التي يمكنه رميها من أجل ذلك أيا كان مستواها أو قيمتها، فيصبح حاله وحال المرتزق المبتدئ أو الذي تحت التدريب سواء، يصبح كلامه سطحيا جدا ومبتذلا، يفقد تركيزه فيناقض نفسه بنفسه، لدرجة أن يظن البعض معها أنه عميل مزودج يخدم الطرف الآخر الذي يعمل في الأساس ضده، ويزداد اضطرابه حين يقل تواصل الممول به، أو حين يتناقص عدد المعجبين بمنشوراته في وسائل التواصل الاجتماعي، فيدخل في بدايات هيستيرية مصحوبة بهذيان كتابي يعتمد على النشر لمجرد النشر، إثباتا للتواجد والحضور في السوق، ولهذا يمكن بسهولة تمييز أي مرتزق سياسي أو إعلامي يدخل مرحلة الإفلاس، وذلك حين تكون كتاباته شخصنة للمواضيع، وكيلا للشتائم والألفاظ النابية.

وكما أن المرتزق العسكري قد ينتهي بالموت برصاصة أو قذيفة، فإن المرتزق السياسي أو الإعلامي – أشهر إفلاسه أم لم يشهر – ينتهي بموت من نوع آخر، يمكن وصفه بالموت المعنوي، بانتهاء فترة صلاحيته، واستغناء مموله عنه، واستبداله بآخر. ولنا بنظرة سريعة لحال مرتزقة العدوان بالأمس واليوم عبرة، بين من شغلوا واستبدلوا، وبين من ظهروا واختفوا، وبين من قالوا ثم ناقضوا أنفسهم، وبين من قدموا أنفسهم عميقي الفهم بعيدي النظرة فإذا بهم شتامو العصر موبؤو العنصرية، وعلى شفا ذلك النوع من الموت.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
وديع العبسي
فيتو في وجه العالم
وديع العبسي
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد محسن الجوهري
نصيحة للمرتزقة.. "أنصار الله" أكبر بكثير مما تظنون
محمد محسن الجوهري
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالعزيز الحزي
مخاوف من مخاطر الخطة الأمريكية لإيصال المساعدات إلى غزة عبر البحر
عبدالعزيز الحزي
مقالات ضدّ العدوان
إسماعيل المحاقري
السودان ودول “الربيع” ما أشبه الليلة بالبارحة
إسماعيل المحاقري
عبدالفتاح علي البنوس
الحكومة السعودية وتعديلات الاعتراف بالفشل
عبدالفتاح علي البنوس
حسن زيد
الميناء بيد خفر السواحل والإشرافُ الأمميُّ سينتهي بالاتّفاق السياسي
حسن زيد
زيد البعوه
رسائل عسكرية أم رسائل سلام؟
زيد البعوه
عبدالله علي صبري
أحزاب في كنف " الإمامه " !
عبدالله علي صبري
عبدالفتاح علي البنوس
باتريك كاميرت مراقبا لا حاكما
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد