الجبهة الثقافية
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
RSS Feed
الجبهة الثقافية
قراءة في كتاب.. الجهاد الأمريكي من كابول إلى إسطنبول
قراءة في كتاب.. الجهاد الأمريكي من كابول إلى إسطنبول
المراكز الصيفية سلاحٌ يحمي الجيلَ الناشئ
المراكز الصيفية سلاحٌ يحمي الجيلَ الناشئ
من هم أعداءُ المراكز الصيفية في اليمن؟
من هم أعداءُ المراكز الصيفية في اليمن؟
عن أعداء فلسطين ..من أعمال الفنان محمد أبو الجدايل
عن أعداء فلسطين ..من أعمال الفنان محمد أبو الجدايل
مديرُ مركَز نبراس الهدى طه المؤيد ل
مديرُ مركَز نبراس الهدى طه المؤيد ل "المسيرة" الدورات الصيفية تحصن الأجيال من الفساد الأخلاقي الأمريكي
في الرد على
في الرد على "مسرحية الهجوم الإيراني".. ماذا تقول الأرقام؟
"معادلات الردع ونكهة النصر".. عن صنعاء وغزة نتحدث!
غزة العظمى تهزم
غزة العظمى تهزم "إسرائيل"
رسائلُ إلى الآباء والأُمهات: "أبناؤكم شهداء عليكم"
الدورات الصيفية.. صمَّامُ أمان لأبنائنا

بحث

  
بين معركة الكرامة 1968.. وطوفان الأقصى 2023
بقلم/ الجبهة الثقافية
نشر منذ: شهر و 5 أيام
السبت 23 مارس - آذار 2024 02:08 ص


 

معن بشور*

لم تكن “معركة الكرامة” التي خاضها الفدائيون الفلسطينيون في مثل هذا اليوم (21 آذار/مارس 1968) مجرد معركة اعادت الثقة للامة بنفسها وبمقاومتها وبقدرتها على مواجهة الخلل في موازين القوى عبر موازين الارادات، بل كانت ايضاً معركة بإبعاد كبيرة ودلالات كثيره.

قد يبدو اليوم الحديث عن “معركة الكرامة“، وبعد 56 عاماً على حصولها في بلدة الكرامة في اغوار الأردن (الشريعة كما كانوا يسمونها) تكراراً لاحاديث كثيرة تناولت تلك المعركة التي اكدت كيف ان ” فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله”، إلا أن الحديث عن معركة الكرامة اليوم في أجواء ملحمة “طوفان الأقصى” هو أمر ضروري لأكثر من سبب.

ـ اولاً: ان معارك الشعب الفلسطيني، ومعه أمته العربية والاسلامية لم تتوقف منذ ان أنطلق المشروع الصهيوني على هذه المنطقة محمولاً على أكف القوى الاستعمارية والعنصرية، وأن قرناً ونيّف من الصراع مع هذا المشروع كان مليئاً بالمعارك والانتصارات والهزائم والتسويات ومحاولات تصفية القضية، لكنه كان دائماً محكوماً بقانون أولوية الصراع مع هذا المشروع، أيّاً كانت النتائج.

ـ ثانياً: ان تلك المعركة التاريخية قد جاءت بعد أشهر قليلة على نكسة الخامس من حزيران 1967 حيث تمكن العدو من هزيمة اكثر من ثلاثة جيوش عربية واحتلال أراض في ثلاث دول عربيه، وفي اطلاق موجة واسعة من اليأس في صفوف الامة، التي ظن كثيرون من نخبها وابنائها بعد نكسة حزيران انها قد دخلت مرحلة انحطاط وهزيمة ستمتد مئات السنين…

وبهذا المعنى، كانت “معركة الكرامة” شبيهة، مع فارق الحجم والتأثير مع معركة ” طوفان الأقصى” التي كانت انتصاراً مؤزراً منذ يوم السابع من اكتوبر حتى اليوم (بعد167 يوماً) مع صمود المقاومة والشعب في فلسطين ومساندة حركات المقاومة والتحرر على مستوى الامة والعالم.

 فالكرامة، كما “طوفان الأقصى”، كما حرب لبنان عام 1982، كما تحرير الجنوب اللبناني عام 2000، كما نصر تموز- آب 2006، كما العديد غيرها من معارك اثبتت فيه المقاومة قدرتها على الانتصار .

ـ ثالثاً: حين انتصرت قوات العاصفة في حركة (فتح) على محاولة التوغل الإسرائيلي باتجاه شرق الأردن، كانت الأجواء الرسمية، وحتى الشعبية، تعتقد ان جيش العدو لا يقهر، وان انطلاقة حركة (فتح) نفسها في 1/1/1965 كانت مغامرة تؤدي الى تورط الدول العربية في حروب خاسرة، بل أن (فتح) نفسها كانت متهمة انها تعمل لحساب حلف (الناتو)، الراغب في توريط مصر، عبد الناصر، في حرب تؤدي الى هزيمة كبرى…

كان كل تفكير يومها بمقاومة العدو يعتبر في أحسن الأحوال مغامرة غير محسوبة، بل ان كل عمليات المقاومة كانت تعتبر المسؤولة عن كل ما يصيب الدول العربية من أضرار وخسائر كنتيجة لردود صهيونية وأميركية وغربية على هذه العمليات.

ـ رابعاً: كانت “معركة الكرامة” انتصاراً جعل الاجواء الشعبية العربية ، وحتى الرسمية، تتغير ايجاباً وترتفع معها الأصوات المعارضة لتسويات مذلة مع العدو الصهيوني، وهي تسويات تأخذ شكل التطبيع مع العدو هذه الأيام…

بل سمحت تلك الاجواء المرافقة لمعركة الكرامة بتصعيد حرب الاستنزاف التي قادها يومها جمال عبد الناصر ، والتي كان من أبرز شهدائها الفريق أول الشهيد عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المصرية المسلحة ، الذي استشهد وفي مثل هذه الأيام من عام 1969في خط المواجهة الأمامي على قناة السويس، وهذه الاجواء هي التي نراها اليوم مع ملحمة ” طوفان الأقصى” ، والتي نشهد تداعياتها في اليمن ولبنان والعراق سورية ، والتي يقر العدو فيها قبل الصديق انها أوقفت اندفاعة أميركية لفرض التطبيع على معظم الدول العربية كطريق لتصفية نهائية لقضية فلسطين.

ـ خامساً: وبقدر ما أعتز الفلسطينيون والعرب والمسلمون وأحرار العالم بانتصار الثورة الفلسطينية بقيادة (فتح) في ” معركة الكرامة”، بقدر ما أتضح عجزهم عن صيانة هذا الانتصار وتحصينه بوجه طوفان من نوع آخر هو طوفان الصراعات الفلسطينية – الفلسطينية، والعربية – الفلسطينية، والعربية – العربية، والعربية – الإسلامية التي طبعت مناخات المنطقة على مدى خمسين عاماً منذ معركة الكرامة حتى اليوم.

واليوم يبدو انتصارنا في “طوفان الأقصى” محتاجاً كذلك الى تحصين على كافة المستويات الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية عبر الاستفادة من دروس المرحلة السابقة، وهي مرحلة ما يمكن تسميتها بمرحلة الحروب الأهلية داخل أقطارنا وبينها، والتي أدت الى ما نحن عليه اليوم .

ان أبرز الدروس المستفادة من تجربة الخمسين سنة الماضية ، بل من كل العقود التي سبقتها هو التأكيد على تلازم المقاومة مع الوحدة ، وطنية كانت أم عربية أم إسلامية أم عالمية ، والحرص على إدارة كل التناقضات والصراعات والتباينات القائمة بيننا على قواعد الفكرة التي ارساها الامام الشيخ رشيد رضا حين قال :” لنتعاون فيما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا عليه”.

كاتب لبناني

* نقلا عن :رأي اليوم

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
طاهر محمد الجنيد
أبعاد المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل
طاهر محمد الجنيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
صادق سريع
هذا ما فعلته "الوعد الصادق" ب"إسرائيل"
صادق سريع
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
صادق سريع
بعد مائتي يوم.. هل حان إعلان نصر غزة؟
صادق سريع
تحقيقات وسرد وحوار ضدّ العدوان
الجبهة الثقافية
رمضان غزة خبيزة و ماء محلى
الجبهة الثقافية
الجبهة الثقافية
صاروخ يمني فرطي .. رسائل يمنية قوية
الجبهة الثقافية
لا ميديا
القضية الفلسطينية على أجندة التاريخ مجددا
لا ميديا
الجبهة الثقافية
المحرقة الغزاوية و"الهولوكوست" الوهمية
الجبهة الثقافية
إسماعيل المحاقري
"حاخام يهودي" يغضب لقلنسوته في السعودية.. فماذا عن غزّة يا عرب التطبيع!
إسماعيل المحاقري
عبدالفتاح حيدرة
“جريمة” رداع.. قراءة متأنّية
عبدالفتاح حيدرة
المزيد