عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
معركة المفاهيم الاجتماعية والسياسية
سيناريو الشرق الجديد
عن عملية الوعد الصادق الإيرانية.. “رؤية”
الحدث وأثره في صناعة الحياة
خاطرة بين يدي العيد
فشلُ التحالف في تطويع اليمن
جدلية الصراع بين المسلمين واليهود
الصراعُ بين اليهودية والإسلام
العام العاشر من الصمود
التفاعل مع المستوى الحضاري

بحث

  
الحوارُ مع اليمن خيارٌ لا مناصَ منه
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: 11 شهراً و 6 أيام
الأربعاء 24 مايو 2023 08:29 م


في الأيّام العشرة الأولى من شهر يناير 2016م ظهر محمد بن سلمان ليقول: إن السعوديّة دولة مؤسّسات، وإن قرار الحرب على اليمن وقعه الملك نفسه، وفي مقابل ما قاله محمد بن سلمان جاء المعتوه عبدربه منصور في نفس الزمن ليقول لإحدى القنوات العربية إن عاصفة الحزم لم يكن يعلم بها، وتفاجأ بها كما تفاجأ بها غيره، وقال: إن الأمريكان قالوا له لن يحدث شيء، ولكنه وهو في طريقه إلى السعوديّة تفاجأ بإعلان عاصفة الحزم، ومثل هذا التصريحات لعبدربه تنفي ما كان يقوله أُولئك الأعراب، أَو يقوله إعلامهم، وتنفي طلب الحكومة الشرعية بمساعدتها على حركة من يصفهم الإعلام الخليجي بالانقلابين.

تصريحات محمد بن سلمان وأقوال هادي واعترافاته تجعلنا أمام سؤال جوهري حقوقي يتوجب علينا تجميع أشلائه المتناثرة لنصل إلى إجابته في المستقبل القريب في المحاكم الدولية، فالحال الظاهر الذي عليه السعوديّة أنها جاءت لمساعدة شرعية هادي وبطلب منه ويعترف محمد بن سلمان بتوقيع قرار الحرب من قبل الملك، وهادي ينفي أي طلب له، وقال: إنه تفاجأ بقرار الحرب.

ويبدو أن عفوية هادي وبدويته كانت وراء اعترافه الذي أوقع السعوديّة في حرج أخلاقي كبير بدليل أن السعوديّة أخذت هادي وفرضت عليه الخطاب الذي قرأه في اجتماع الجامعة العربية وطلب فيه استمرار عاصفة الحزم حتى خروج الانقلابيين، وهو أول طلب معلن، والملاحظ قوله استمرار عاصفة الحزم، وهذا يعني أن هادي لم يطلب من السعوديّة قبل ذلك أية مساعدة، وقد لاحظ الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل –عليه رحمة الله- أن هادي كان كالأسير في يد الجهاز الأمني السعوديّ، وفي يد سلمان الذي جاء به إلى القاعة ليلقي خطابه ثم غادرها سلمان وهادي قبل انتهاء الجلسة، وقد قال هيكل يومها: كيف لهادي مغادرة قاعة الاجتماعات مع الملك سلمان قبل نهاية الجلسة خَاصَّةً والاجتماع كان مخصصاً لمناقشة القضية اليمنية.

في ظني أن ثمة معطياتٍ في مسار الأحداث، وثمة فلتات قد تفيد حركة المقاضاة الدولية لآل سعود والأمريكان في المستقبل، وتكثيف الجهد في التأمل والتوثيق يساعدنا في السيطرة على مجريات الحدث في المستقبل، وقد يساهم في تعزيز قوتنا في التحكم في مسارات المستقبل وتفاعلاته، ومع تجدد الدعوة للمملكة للحوار المباشر مع اليمنيين تكون المملكة أمام فرصة قد لا تتكرّر لها في المستقبل إن لم تقتنص اليوم فهي لا تتعظ من الوقائع والأحداث ومن مفردات الوهم التي وقعت فيه.

لا خيار لليمن أمام هذا العدوان إلا الانتصار، ولا خيار للمملكة للخروج من مأزقها سوى الحوار المباشر مع اليمنيين ونبذ مرتزِقتها فقد تجاوزتهم الأحداث؛ فالعالم يتحَرّك اليوم، ويعيد ترتيب نسقه، وبناء ذاته خارج النظام القديم، وربما بدأت الملامح تتضح للنظام العالمي الجديد من خلال ما يحدث اليوم من كشف حقائق كان النظام القديم يتخذ منها ذرائع حتى يستمر في ممارسة ثنائية الهيمنة والخضوع على الدول.

فصنعاء لها مطالب لا يمكنها تجاوزها وتتمثل: في وقف العدوان، ورفع الحصار، وإنهاء الاحتلال، والاعتذار لليمن وتعويضه، ما لم فالمعركة قائمة حتى يحكم الله بيننا وبين الظالمين، فلا قيمة لوقف العمليات العسكرية والحصار ما يزال مُستمرًّا، ولا قيمة لوقف العلميات، والاحتلال لليمن ما يزال مُستمرًّا، فتلك القضايا جوهرية لمن أراد سلاماً حقيقيًّا وصادقًا، وما دون ذلك فهو تهريج وتعطيل ولا قيمة في الواقع له.

فالتبدل في الموازين الدولية سوف يحشر التحالف ومن شايعه في زوايا أخلاقية ومصيرية بالغة الدقة، لذلك فالبحث عن حَـلّ للملف اليمني يجبر السعوديّة ومن تحالف معها على الشروع فيه، ولا بُـدَّ للقوى الوطنية أن تقتنص الفرص، وتصنع اليمن الجديد الذي ناضل أبناؤه على مدى أعوام سلفت؛ مِن أجل كرامته وسيادته وعزته وحريته واستقلاله بعيدًا عن مدار الوصاية التي كان عليها الحال في سالف الأيّام والعقود.

فالسلام في اليمن يشكل اليوم بعداً استراتيجياً للجزيرة والخليج، وعلى السعوديّة أن تعي ذلك جيِّدًا قبل أن ينهار الجدار على المعبد ثم لا يبقي ولا يذر.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن العابد
ضربة يمنية قوية للكيان
عبدالرحمن العابد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالعزيز الحزي
مخاوف من مخاطر الخطة الأمريكية لإيصال المساعدات إلى غزة عبر البحر
عبدالعزيز الحزي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد حسن زيد
مشهدان متناقضان للحرية الأمريكية
محمد حسن زيد
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمنان السنبلي
المقاطعةُ هي الحَلّ
عبدالمنان السنبلي
أحمد العماد
مواطنو الأمس مسؤولو اليوم
أحمد العماد
سند الصيادي
الصرخةُ كمشروعٍ عالمي
سند الصيادي
عبدالرحمن الأهنومي
مُعَادَلات خِطَابَ الصَّرْخةِ.. اَلْحَرْبُ مَحْكُوَمَةٌ بِالفَشَلِ وحِسَابُها عَسِير!
عبدالرحمن الأهنومي
د.أشرف الكبسي
إهانة قاتلة!
د.أشرف الكبسي
شرف حجر
ظاهره التسول..حلول ومعالجات
شرف حجر
المزيد