د.سامي عطا
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
د.سامي عطا
«الأونروا» ورقة ضغط وابتزاز
مقاومة الفعل ولتخسأ أبواق التثبيط والتشكيك
ماذا بعد زوال هيمنة أمريكا الأحادية؟
العِلمانيةُ وقيمُ حقوق الإنسان صهيونيةٌ بامتيَاز
النهضة وثقافة المقاومة..!
طوفان اليمن.. من الغزو الثقافي إلى التحول الجيوسياسي المرتقب.!
«طوفان الأقصى» وعبد يقترض أفوله!
قراءة المشهد اليمني بأثر رجعي.. !!
عصر المكارثية الصهيونية!
ثقافة المقاومة.. ونظرية الدومينو!!

بحث

  
شرق أوسط جديد حقاً.. ولكن!
بقلم/ د.سامي عطا
نشر منذ: 5 أشهر و 16 يوماً
الأحد 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 05:22 ص


من يتابع المحتوى الأجنبي على منصات التواصل الاجتماعي منذ بداية "طوفان الأقصى" يمكن أن يرى تحولا تاريخيا في مزاج المجتمع الأمريكي والغربي تجاه "إسرائيل"، وخصوصا بين الأجيال الجديدة التي أخذت زمام المبادرة، لكي يكون لها رأيها المعارض لوسائل الإعلام التقليدية.
وعلى النقيض من ذلك، في محتوى منصات التواصل في العالم العربي؛ هناك منصات نخب في بعض الأنظمة المطبعة أو التي تخطو حثيثاً صوب التطبيع صارت لا تتورع عن الدفع بخطاب يصب في مصلحة الكيان الصهيوني الغاصب وتؤازره بوقاحة قل نظيرها وتقف ضد القضية الفلسطينية، لا بل بلغت وقاحة البعض إنكار وجود قضية فلسطينية من الأساس.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الشارع العربي من المحيط إلى الخليج باختلاف دوله وممالكه يقف مع القضية الفلسطينية، لكن تختلف درجة التعبير عن ذلك بمدى سطوة القبضة الأمنية وسقف التعبير المسموح به داخل هذه الأنظمة.
لكن يمكن القول بالمجمل، إن القضية الفلسطينية باتت محروسة برأي عام إنساني ضخم بمختلف ثقافته وأعراقه وأديانه ومذاهبه، والملفت للنظر أيضاً أن معركة «طوفان الأقصى» فتحت تراجيديا الشعب الفلسطيني، وبدأ الناس من كل أصقاع الأرض يبحثون عن أصل هذه المأساة وجذورها؛ خصوصاً بين فئة الشباب، وازدادت الأصوات المعترفة بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وسقطت ورقة وصم مقاومته بالإرهاب على الأقل شعبياً، وكشفت عن العلاقة العضوية بين الكيان والغرب الاستعماري، حيث باتت هذه العلاقة أكثر وضوحاً، وبات جلياً أن معركة التحرير التي يخوضها المقاومون ليست مع الكيان وحده، وإنما مع صانعيه الفعليين والكيانات الوظيفية المساندة له والتي تشبهه في النشأة.
ولأن هذه المنطقة تاريخياً شهدت عددا من المعارك الكبرى وكانت تنتهي دائماً بتحولات في النظام العالمي، ولذا فإن معركة اليوم لها طابع التحولات الكبرى والعميقة في النظام العالمي الراهن، حيث ستؤدي إلى انحسار وتلاشي الهيمنة الغربية وفي أقل تقدير تحجيمها، ولعل حالة الفوضى التي يشهدها النظام العالمي في هيمنته الأحادية اليوم تعبر أصدق تعبير عن هذا التحول المرتقب.
ومن عايش فترة زوال نظام الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي ومنظومته في نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن المنصرم سيجد وجه شبه وتماثلا في العديد من الظواهر.
ومن يعمل تغذية استرجاعية للأمس القريب سيجد وجه شبه في كثير من تفاصيل ما حدث في العقدين الأخيرين من القرن المنصرم، إذ كان الاتحاد السوفيتي ومنظومته الاشتراكية والدول التابعة له تعيش أزمة وفوضى وسقوط أنظمة تابعة واحدا تلو الآخر وتفكك داخل منظومة الهيمنة السوفيتية وعدم قدرة القيادة السوفيتية على ضبط إيقاع منظومته نتيجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها.
ونفس الحدث نشهده اليوم، الولايات المتحدة والغرب أو ما أطلق عليه «العالم الحر» وتوابعها الطرفية تعاني أزمة عميقة وتراجعا وانحسارا في القوة وفقد «البيت الأسود» القدرة على ضبط إيقاع منظومته، ناهيك عن حالة الرفض الجماهيري الداخلي للسياسات المتخذة.. وهناك قاعدة منطقية مفادها إذا تشابهت المقدمات تشابهت نتائجها.
وإذا كانت دوائر القرار في الغرب وضعت منذ وقت مبكر مشروع تحقيق «شرق أوسط جديد»، فإن هذا المشروع قاب قوسين أو أدنى من التحقيق، لكن خلاف غايته، إننا على مشارف «شرق أوسط جديد»، لكن من دون كيان الفصل العنصري أو أي كيان وظيفي يعمل للمصالح الغربية.
ولهذا يمكن الجزم أن معركة طوفان الأقصى ستكون معركة صياغة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، سيبدأ هذا النظام بالظهور مع زوال كيان الفصل العنصري» الكيان الصهيوني» وستلحقه موجات ارتدادية كثيرة منها خروج القواعد الأمريكية والغربية من المنطقة.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن العابد
ضربة يمنية قوية للكيان
عبدالرحمن العابد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
إسماعيل المحاقري
غزّة تواجه العالم ومحور الجهاد يساند
إسماعيل المحاقري
مقالات ضدّ العدوان
محمد منصور
خمسةُ مستويات تسيرُ بثقة وإيمَانٍ؛ نُصرةً لفلسطينَ وغزةَ.
محمد منصور
طاهر علوان الزريقي
أنظمة في نسيج العنكبوت
طاهر علوان الزريقي
عبدالحافظ معجب
أكذوبة الحضارة الغربية بين الاستمرار والسقوط
عبدالحافظ معجب
صلاح الشامي
هل خُلقوا ليُقتلوا؟
صلاح الشامي
طه العامري
فلسطين ومؤتمرات العرب وقمم المسلمين..
طه العامري
عبدالرحمن الأهنومي
مذابح دموية تنعي ضمير العالم!
عبدالرحمن الأهنومي
المزيد