عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
المشروعُ القرآني
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: سنتين و 7 أشهر و 15 يوماً
الثلاثاء 01 مارس - آذار 2022 07:27 م


ثبت من خلال الأحداث وتتابُعِها أن المشروعَ القرآني الذي جاء به الرسولُ الأكرمُ -عليه وعلى آله أفضلُ الصلاة والسلام- وأحياه في حاضرنا الشهيدُ القائدُ حسين بدر الدين الحوثي، هو المُخرِجُ لهذه الأُمَّــة من مراتب الذُّلِّ والهوان إلى مراتب العزة والكرامة، وهو المشروعُ الذي يقارعُ الظالمين اليومَ بقذائف الحق ويبهر العالم بصواريخ القرآن، وهو المشروع الذي علمنا كيف ننتقل من مراتب الهوان والذّل والصغار إلى مراتب العزة والحرية والسيادة والكرامة.

لقد كان القرآن نبراساً في سالف الأُمَّــة وقد أخرجها من الظلمات إلى النور، ولا سبيل للأُمَّـة اليوم إلا العودة إلى النبع القرآني كي تحيا بشموخ وعزة وتطأ بلاط قياصرة العصر بأقدام الثبات والصمود حتى تذل لها الرقاب كما ذلت وصغرت زمن القياصرة في سالف الزمان حين مارسوا على العرب الصغائر وكأن التاريخ يعرض لنا اليوم بعض مشاهد ذلك الزمن في صور متحَرّكة تتسق مع حاضرنا اليوم.

لقد كان الشهيد القائد قارئاً بصيراً للقرآن ولذلك وجدناه يرى بنور الله في قرآنه الكريم فيصف أخلاق الأعداء وسجاياهم ويحذر من التخاذل أمامهم، ووقف على حقائق كثيرة لقوى الاستكبار العالمي كان الناس يظنونها خيالاً غير متسق مع الواقع، لكن جاءت الأحداث لتقول تلك الحقائق وتكشف عن غوائل القوم الذين كفروا، وقد يستغرب الكثير من معايشة الشهيد القائد للأحداث واستبصارها في مستقبل الأُمَّــة وهم لا يدركون أن القرآن نور ومن خلال القرآن كان يرى ما سوف يكون بالقياس على نصوصه وآياته ففيها من العلم الكثير مما نجهل ولا نعلم، فالكثير يقرأ القرآن تعبداً فقط ولا يقرأه تفكراً وتدبراً كما قرأه الشهيد القائد، ولذلك غاب عن المتعبد العلم، وعلمه من كان متدبراً مفكراً في آياته، وتلك من خصائص المشروع القرآني النهضوي الذي قال للعالم -وهو ينمو باضطراد في ظل هجمة عالمية شرسة لوأده في مهده- إنه ملاذ الأُمَّــة، شاء من شاء وأبى من أبى.

اليوم وبعد كُـلّ هذا الزمن من العدوان ومن الحروب ومن الصد والإعراض نجد هذا المشروع يسجل نفسه كرقم صعب غير قابل للفناء؛ لأَنَّه ترجمة لمقاصد الله في أرضه، وتحقيق لقيم الخير والحق والعدل وسيظل ينمو طالما لم ينحرف عن مقاصد الله، وتلك هي سنن الله في التغيير والتبديل وفي رعاية مصالح البشر منذ الأزل إلى اليوم.

لقد حمل الشهيد القائد رسالة عظيمة، وكان باعثاً ومجدّداً لهذا المشروع الذي حمل الخيرية للبشر منذ البعثة النبوية إلى اليوم المشهود، وسيظل هذا المشروع الذي لم يفتر أحد عنه من آل بيت الرسول الأكرم عليه وعلى آله الصلاة والسلام، فهو متجدد في ذاته من خلال الشعور بأمانة المسؤولية الأخلاقية ومن خلال الثورية التي نشأ بها وامتدت في كُـلّ المراحل، فالثورية قائمة على تحقيق الخيرية وقائمة على تحقيق النفع العام للبشرية في قالب من الحقوق والواجبات ومن العدل الذي كان معياراً مهماً في السلام بين البشر وفق فطرة الله ومقاصده وسننه.

وقد واجه هذا المشروع عنتاً وصلفاً وإعراضاً شأنه شأن كُـلّ مشروع يستمد فكرته ووجوده من تشريعات الكتب السماوية في كُـلّ الحقب، فالباطل الذي عرفناه في الصد والممانعة في كُـلّ مشروع هو نفسه اليوم، لكن بهرج الباطل وقوته إلى زوال، وضعف الحق وهوانه على المجتمعات عاقبته العزة والتمكين، ونماذج التاريخ لا تعد ولا تحصى لمن ألقى السمع أَو كان بصيراً.

ومن المهم القول إن المشروع القرآني -الذي وضع مداميكه الأولى الشهيد القائد- يحتاج إلى الرعاية والعناية والتفاعل مع المستويات الحضارية المعاصرة حتى يمتد نفعه إلى كُـلّ البشر، ولذلك فالثبات عند مستوى الفكرة فناء، والتجديد والتطوير والاستفادة من العلوم الحديثة نماء واستمرار وحياة، فالرسالة المحمدية لم تختص بأمَّة دون سواها بل هي رسالة للعالمين، وعالمية الرسالة المحمدية تفرض علينا التفاعل مع كُـلّ المستويات الحضارية حتى تصل حجّـة الله إلى كُـلّ البشر.

سلام الله إلى روح الشهيد القائد الذي أشعل جذوة المشروع وترك لنا مسؤولية البلاغ للعالمين فهي قد تبدد عتمة النفوس وتعيد حركة التوازن بين المجتمعات البشرية، ولله في تدابيره شؤون.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالملك سام
ملهم الثوار وقائد الأحرار
عبدالملك سام
مجاهد الصريمي
علموا الحق ولم يعرفوه
مجاهد الصريمي
هاشم أحمد شرف الدين
الأمة تريد إسقاط النظام العالمي
هاشم أحمد شرف الدين
محمد أبو نايف
عالمية الثورة والمسيرة
محمد أبو نايف
عبدالفتاح علي البنوس
المنظمات ومشاريع " البعسسة"
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالعزيز البغدادي
الغريزة تحكم العالم
عبدالعزيز البغدادي
المزيد