شارل أبي نادر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
شارل أبي نادر
هل ردّت «إسرائيل» على إيران
هل اقتربت معركة رفح؟ وما أهداف العدو منها؟
اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
هل خسر الأمريكيون معركتهم ضدّ اليمن في البحر الأحمر؟
كيف أثّرت المناورة اليمنية لدعم غزّة في فرض التراجع الأمريكي؟
لماذا يكشف حزب الله الآن عن بعض أسلحته النوعية؟
عمليات المقاومة العراقية تتصاعد.. ما هي تأثيراتها؟
ماذا يتنظر "إسرائيل" في اليوم التالي؟
خسائر العدو في غزة فاقت التوقعات.. هل يستطيع الصمود أكثر؟
"إسرائيل" بعد طوفان الأقصى: أقرب إلى الزوال

بحث

  
التقارب الإيراني - السعودي يتطور.. ما تأثيرات ذلك على "إسرائيل"؟
بقلم/ شارل أبي نادر
نشر منذ: سنة
الثلاثاء 02 مايو 2023 12:18 ص


لم تكن "إسرائيل" قد استوعبت بعد مشهد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان في جنوب لبنان، وهو يصرّح من مسافة صفر من مواقع جنودها في فلسطين المحتلة بأن المنطقة سوف تشهد تطورات ستؤدي إلى انهيار الكيان الصهيوني، حتى جاءها مشهد آخر أكثر ايلامًا وتأثيرًا عليها، بعد انتشار مقطع فيديو خلال استقبال قائد المنطقة الغربية في السعودية اللواء أحمد الدبيس للقائم بأعمال السفارة الإيرانية في الرياض حسن زرنكار، لدى وصوله إلى قاعدة الملك عبد الله الجوية بـمدينة جدة أثناء استقبال الرعايا الإيرانيين بعد إجلائهم من السودان، وظهور الاستقبال الحار وعبارات الترحيب التي رددها الدبيس "أهلا وسهلا.. الله يحييك.. الساعة المباركة لما تيجون عندنا، الله يحييكم".

طبعًا، للحدثين أو للمشهدين من جنوب لبنان ومن غرب السعودية أكثر من معنى وجداني معبّر، ولكن تبقى حساسية المشهدين تكمن في المضمون السياسي وفي تأثيراتهما، وفي ما يمكن أن ينتج عنهما من تداعيات سلبية على "اسرائيل"، بما يشكلانه من تغيير مفصلي على مستوى الصراع الواسع مع الأخيرة في المنطقة.

لناحية كلام عبد اللهيان بأن المنطقة سوف تشهد تطورات ستؤدي إلى انهيار الكيان الصهيوني، وذلك من منطقة مارون الراس اللبنانية الجنوبية المشرفة مباشرة من مسافة صفر على مروحة من أهم مواقع الوحدات العسكرية الصهيونية في الجليل، يمكن القول إنه يسلط الضوء على ما ينتظر العدو من أوضاع صعبة، وذلك من مكان يحمل أكثر من دلالة حساسة ومخيفة له، اذ طالما كانت بلدة مارون الراس، من أهم قواعد الانطلاق الرئيسية في المقاومة قبل التحرير وبعده، ومن أهم نقاط الارتكاز التي سببت هزيمته في أكثر من معركة ومواجهة. وأيضًا جاء هذا التصريح للوزير الايراني في توقيت مفصلي اقليمي ودولي تتزامن فيه عدة عوامل ضاغطة مؤثرة على الكيان أولها ما يعيشه الداخل الإسرائيلي من انقسامات بين مكوناته المختلفة على خلفية التعديلات القضائية وعلى خلفية خلافات سياسية أخرى أيضًا، والتي لا يبدو أنها سوف تجد طريقها للحل، والأخطر، أن (الانقسامات) امتدت إلى داخل جيش الكيان مهددة اياه بفقدان تماسكه والتزامه بالقتال، وبين تصاعد قدرات المقاومة الفلسطينية في مختلف المجالات، جغرافيًا داخل كل فلسطين المحتلة، وسياسيًا وعسكريًا وشعبيًا، وبين ارتفاع مستوى الترابط والتنسيق البنيوي بين مختلف ساحات محور المقاومة دعمًا لخط المواجهة المتصاعد، والذي تخوضه كل مكونات الشعب الفلسطيني اليوم.

أمّا لناحية مشهد استقبال المسؤول الايراني في السعودية، وما نقله له قائد المنطقة الغربية في السعودية اللواء أحمد الدبيس من رسائل ترحيب واهتمام مباشر من الملك السعودي ومن ولي العهد، يمكن القول إن هذا المشهد ربما يشكل الصدمة الكبرى للكيان الصهيوني، والسبب في ذلك يعود لفقدان "تل أبيب" الآمال الكبيرة التي كانت تعولها على علاقتها بالسعودية، ولتبدد أحلامها بما كان يمكن أن تقدمه لها الأخيرة، أولًا على صعيد مسار التطبيع بينها وبين العدد الأكبر من الدول العربية والخليجية، وثانيًا، وهذا قد يكون الأهم بالنسبة لـ"اسرائيل"، على صعيد استفادة "إسرائيل" من جغرافية السعودية ومن موقعها، لامتلاك نقاط ارتكاز وتأثير عسكرية وأمنية ضد ايران، في مجالات الرصد والمراقبة ومواقع تركيز منظومات الدفاع الجوي القريبة من الأخيرة.

اليوم، وبعد هذا التقارب الأخير بين ايران والسعودية، من الطبيعي أن "اسرائيل" أصبحت مقتنعة بأنها ستفقد امكانية تحقيق هذه الطموحات، ومن الطبيعي أيضًا أنها ستجد نفسها خارج مدار عربي واسلامي، اعتقدت يومًا بأنها سوف تنجح في اختراقه واستغلاله لدعم جبهتها بمواجهة محور المقاومة.

انطلاقًا من كل ذلك، وإزاء كلام عبد اللهيان من جنوب لبنان، وإزاء ما سوف ينتج ضدها من تداعيات بسبب علاقة التقارب الإيرانية - السعودية، هل تستسلم "إسرائيل" أمام هذا الوضع شبه المؤكد وتوقّع بنفسها على حتمية انهيارها، أم أنها سوف تهرب إلى الأمام عبر اللجوء إلى مناورة حرب أو عدوان، تعيد من خلالها خلط الأوراق التي أصبحت في غير مصلحتها؟

بمطلق الأحوال، ومع أي قرار سوف تتخذه، من الواضح أن خيارات الكيان أصبحت خطيرة ومحدودة وضيقة جدًا.

 

* نقلا عن :موقع العهد الإخباري

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
صفاء السلطان
الدورات الصيفية والقيادة القرآنية
صفاء السلطان
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالملك سام
احذروا «البهلوانات»!
عبدالملك سام
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
مخاطر التفريط بالسيادة الوطنية
عبدالفتاح علي البنوس
عبدالقوي السباعي
اللواء فيصل رجب وسماحة المسيرة والقائد
عبدالقوي السباعي
سند الصيادي
معسكراتُ العلم والعمل
سند الصيادي
عبدالحميد الغرباني
الميقات الزراعي للذرة الرفيعة : الأهمية والحضور في الموروث الزراعي اليمني
عبدالحميد الغرباني
عبدالفتاح علي البنوس
فيصل رجب .. وزمان العجب !!!
عبدالفتاح علي البنوس
علي ظافر
اليمن ينتظر رد السعودية
علي ظافر
المزيد