آخر الأخبار
ليلى عماشا
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
ليلى عماشا
يوم الأسير الفلسطيني.. والطوفان
اليمن: أخٌ سخيٌّ لا يشبهه أحد
جيل ما بعد تموز 2006.. فطرة ووعي ومقاومة‎
التهويل.. صنعة الرماديين في الحرب
عن لغة
عن لغة "ضدّ المقاومة"
الإعلام عام 2023: الحرب امتحان!
الحرب الناعمة مستمّرة.. تحت النّار!
لا للحرب..؟ حقًا؟!
لا للحرب..؟ حقًا؟!
جنين الأسطورة.. والبطولة
اقتحام "الشفاء".. إنجازٌ صهيونيّ!

بحث

  
بين الضاحية وغزّة: دم واحد
بقلم/ ليلى عماشا
نشر منذ: 11 شهراً و 27 يوماً
الجمعة 12 مايو 2023 08:29 م


 

في فجر التاسع من أيار، استيقظت غزّة وكلّ العالم المقاوم على صوت الغارات التي اغتالت القادة في “الجهاد الإسلامي” وعائلاتهم ومن بينهم أمين سر المجلس العسكري جهاد غنّام وزوجته وفاء شديد.

في اليوم نفسه، فُتح في الضاحية بيت لاستقبال التّهاني بالشهداء ولا سيّما الشهيدة وفاء، ابنة الضاحية.

يعيد المشهد ذاكرة عميقة جدًا ملؤها الدم، دمنا، ولا فرق إن في السجلات كان لبنانيًا أو فلسطينيًا أو سوريًا أو غيرها. فالشام كلّ الشام، كما كلّ بلاد الشرف المقاوم ذرفت من دم أحبّتها في الصراع مع الصهاينة. ولطالما كان كلّ بيت في الضاحية يتلقى نبأ الشهادة من فلسطين فتُفتح فيه القلوب للتهاني وتتبع الأعين خطوات مشيّعي الشهيد إلى مثواه. كما أنّه في كلّ مرّة شنّ فيها العدوّ عدوانًا على غزّة، كانت الضاحية تستعيد تموزها مشهدًا تلو مشهد، وتستذكر مع كلّ مجزرة يرتكبها الصهاينة في غزّة تحديدًا مجازر تمّوز كلّها وكلّ ما عرفته الضاحية وأهلها من جراح.

دم الشهيدة وفاء شديد غنّام جسّد مشاعر الضاحية ورابطتها بغزّة على هيئة بيت يُفتح لتقبّل التهاني بشهيدته التي ارتقت في غزّة، يودّعها من هنا، من خلف الحدود الزائلة ولو بعد حين. يحضر أحبّة العائلة وجيرانهم، كأنّهم اتجهوا ناحية غزّة بواجب تبريك. ولا فرق بين العنوانين في أداء الواجب، فالبيتان بيت واحد يجمع غزّة المحاصرة الأبيّة وضاحية الحب التي تعرف جيّدًا رائحة الغارات وما تخلّفه في ركام البيوت وجدران القلوب.

يتخيّل المرء سيناريوهات كثيرة سبقت ذهاب وفاء إلى غزّة زوجة لقياديّ مقاوم. وفي كلّها، رأينا بيتًا يعرف جيّدًا أن المقاومة في كلّ مكان هي عزّ وفخر، وأن لا خوف على ابنته من الزواج والعيش في القطاع الذي حوّله الاحتلال إلى سجن كبير، فكلّ أرضنا سجن حتى يزول الاحتلال، وكلّها ميدان حرب واحدة، وحيثما عاش أو ارتقى المرء فيها، يعش مقاومًا ويرتقِ شهيدًا.

ورأينا بيتًا يباهي الدنيا بحزنه الأبيّ، يعتزّ بدمه المرفوع إلى السماء مظلومًا شهيدًا، ويقول للعالم كلّه إن هنا في الضاحية بيتًا نصفه في غزّة، وفي فلسطين فلذة روحه وكبده، وفاء.

منذ ما قبل “سيف القدس” إلى ما بعد “ثأر الأحرار”، غزّة والضاحية توأما قتال يعرف جيّدًا كيف يؤلم عدوّه، وإن عزّ على أهل الضاحية أنّ بيوتهم في هذه المعركة آمنة وبيوت الغزاويين مهدّدة بالغارات وبالقصف. بالأمس، حين أشرقت شموس الصواريخ التي مرّغت أنف كيان الاحتلال بالأرض، وبلغت “تلّ أبيب” وشلّت المستوطنين على امتداد الأرض المحتلّة، كان أهل الضاحية يحيون اللّيل حبًّا ودعاءً، قلوبهم مع أطفال فلسطين، كقلوب الأهل إذا أوجعتها اللهفة لاحتضان طفلها البعيد، وعيونهم على السماء التي زُرعت بنجوم صاروخية تقارع الاحتلال وتهزمه حتى قبل أن تصل. وكانت وفاء، ابنة لحمهم ودمهم، وتصير فصلًا جديدًا من تاريخ يوغل في الزمان، تاريخ عنوانه دم واحد.

  • المصدر: موقع العهد الاخباري
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
طاهر محمد الجنيد
أهمية بناء الشباب لمواجهة تحديات العصر
طاهر محمد الجنيد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
مرتضى الجرموزي
الجولةُ الرابعة والقادمُ أعظم
مرتضى الجرموزي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
علي الدرواني
اليمن يفقأ عين أميركا
علي الدرواني
مقالات ضدّ العدوان
طه العامري
واشنطن.. هل تعود للمنطقة من بوابة السودان..؟!
طه العامري
شارل أبي نادر
هل أدخلت “ثأر الأحرار” الكيان في مرحلة الانهيار الفعلي؟
شارل أبي نادر
محمد حسن زيد
معجزة غزة هي دليل آخر على قُرب زوال "إسرائيل"
محمد حسن زيد
عبدالفتاح حيدرة
الدورات الصيفية ..جوهر كل شيء
عبدالفتاح حيدرة
طه العامري
أفول عصر
طه العامري
د.مصطفى يوسف اللداوي
قذائفُ الهاون تصدعُ رأسَ جيشِ الاحتلال
د.مصطفى يوسف اللداوي
المزيد