شارل أبي نادر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
شارل أبي نادر
هل ردّت «إسرائيل» على إيران
هل اقتربت معركة رفح؟ وما أهداف العدو منها؟
اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
هل خسر الأمريكيون معركتهم ضدّ اليمن في البحر الأحمر؟
كيف أثّرت المناورة اليمنية لدعم غزّة في فرض التراجع الأمريكي؟
لماذا يكشف حزب الله الآن عن بعض أسلحته النوعية؟
عمليات المقاومة العراقية تتصاعد.. ما هي تأثيراتها؟
ماذا يتنظر "إسرائيل" في اليوم التالي؟
خسائر العدو في غزة فاقت التوقعات.. هل يستطيع الصمود أكثر؟
"إسرائيل" بعد طوفان الأقصى: أقرب إلى الزوال

بحث

  
استجرار الفتنة في لبنان.. إلى متى؟
بقلم/ شارل أبي نادر
نشر منذ: 8 أشهر و 20 يوماً
الجمعة 11 أغسطس-آب 2023 07:40 م


لم تكن حادثة الأمس في منطقة الكحالة في محافظة جبل لبنان عادية، لا بوقائعها ولا بأبعادها ولا بما يمكن أن ينتج عنها من ذيول أو تداعيات. وفي الوقت الذي تطرق فيه حزب الله إلى عرض حقيقة ما حصل عبر بيان أصدرته العلاقات الإعلامية في الحزب، وأوضحت فيه طبيعة الإشكال الذي وقع عند منعطفات الكحالة، فإن حساسية الحادثة بما تعنيه وبما يمكن أن تفرضه من تداعيات أو تطورات، تفرض نفسها على كل الملفات الشائكة التي تعج بها الساحتان اللبنانية والاقليمية.

يكفي من الوقائع التي ظهرت للجميع عن التفاصيل الحقيقية للحادثة، ومن المعطيات التي تناولها حزب الله في معرض بيانه، والتي تأكدت من خلال ما نُشر من مشاهد مصورة ومن ما صدر عن أغلب الذين عاينوا الحادثة كمراقبين أو مشاركين في الحادثة، ومن مختلف الجهات، ضمنًا الذين افتعلوا الحادثة الأليمة وتسببوا بها، أن نستنتج أنه حصل اعتداء موصوف على الشاحنة التي انقلبت على طريق الكحالة، وبقرار مقصود عمدًا، بعد أن اكتشف المعتدون أن الشاحنة تابعة لحزب الله، وبعد أن شكوا بأنها محملة داخل الصناديق الخشبية المغلقة بأسلحة أو ذخائر.

عدة تساؤلات تطرح نفسها حول وقائع الحادثة ومنها:

- لماذا عمدت العناصر الحزبية إلى اتخاذ هذا الموقف العدائي ضد عناصر حزب الله المكلفين بحماية الشاحنة ومنع الاقتراب منها؟

- هل هم مكلفون من قبل رؤسائهم أو من قبل جهة معينة داخلية أو خارحية بإطلاق النار واستدراج عناصر حزب الله إلى الرد بالمثل وإلى التسبب بوقوع إصابات في الأرواح في الوقت الذي يعلم فيه هؤلاء أن عناصر حزب الله لا يمكن لهم أن يتهاونوا ولو قيد أنملة في تنفيذ مهمة هم مكلفون بها فكيف إذا كانت مهمة حساسة ودقيقة كالتي حصلت الحادثة بسببها؟

- كل ذلك حصل في الوقت الذي يعلم الجميع فيه وخاصة أبناء البلدات التي تحضن طريق البقاع - بيروت، أن حزب الله يستعمل هذا المسلك بشكل دائم ومنذ عشرات السنوات، لانتقال عناصره ولنقل عتاده العسكري وغير العسكري، وليس جديدًا أو طارئًا اليوم أن تنتقل شاحنة محملة عتادًا خاصًا بحزب الله على هذه الطريق الدولية، والتي من المفترض انها مفتوحة للجميع، فما الذي تغير اليوم وأثار حفيظة هولاء لكي يختلقوا مشكلًا حساسًا في غير مكانه وفي غير زمانه وبمستوى مرتفع جدًا من الخطورة؟

من جهة أخرى، هناك أكثر من نقطة حول الحادثة تستدعي التوقف عندها ومتابعة أبعادها وارتباطاتها الحساسة والخطيرة بعدة أمور وهي:

توقيت الحادثة: لا شك أن المنطقة اليوم تعيش ظروفًا دقيقة جدًا وخطيرة تحيط بها الكثير من التكهنات والتقديرات بامكانية نشوب مواجهة بين العدو الإسرائيلي وبين حزب الله، وذلك على خلفية عدة حوادث حدودية وخاصة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا وبلدة الغجر المحتلة، الأمر الذي يجعل بعض المتابعين الجديين لظروف الحادثة ولأبعادها يعتبرون أن نوايا مفتعلي الحادثة الذين اعتدوا على العناصر المكلفين بنقل وحماية الشاحنة واستدراج حزب الله الى مشكل دموي وتوريطه بمشكلة غير بعيدة بظروفها وتداعياتها عن التسبب بفتنة داخلية واسعة تتوافق مع نوايا مؤكدة لدى العدو الاسرائيلي بمهاجمة حزب الله والاعتداء عليه، بحجة امتلاكه صواريخ وأسلحة نوعية تشكل تهديدًا كبيرًا وخطيرًا وأكيدًا عليه (للعدو الاسرائيلي)، وليكون تصرف المعتدين على شاحنة وعناصر حزب الله في الكحالة، ومحاولة فضح حمولتها والتشهير بها اعلاميًا وكأنه يتكامل مع ما تقوم به "اسرائيل" في سوريا وفي أمكنة أخرى من اعتداءات جوية وصاروخية ضمن معركتها المعروفة "معركة بين الحروب" لاستهداف أسلحة وقدرات حزب الله النوعية والردعية.

النقطة الأخرى التي تستدعي أيضًا التوقف مليًا عندها حول توقيت الحادثة ومضمونها، أنها تواكبت في التوقيت وفي الهدف أيضًا مع اجراءات ومحاولات أميركية جدية تحصل اليوم في سوريا لقطع الطريق البري بين العراق وسوريا، والذي يشكل شريانًا لوجستيًا رئيسيًا للمقاومة ولأسلحتها النوعية، وكأن هؤلاء (قاطعي الطريق) مكلفون بتنفيذ قطع امدادات سلاح حزب الله في "وصلة الكحالة" من ضمن مسار الطريق الممتد من العراق عبر سوريا الى لبنان.

في الواقع، ليس أمرًا جديدًا أو طارئًا على الساحة اللبنانية، وليس أمرًا مستغربًا من قبل حزب الله، أن هناك أطرافًا لبنانية داخلية تعارض سلاحه، وهذه الأطراف تجاهر بذلك علنًا، وهناك ربط نزاع سياسي بين حزب الله وبين هذه الأطراف مفتوح على مصراعيه سياسيًا واعلاميًا، وهذا الخلاف الداخلي حول سلاح المقاومة، هو ملف شائك ومطروح دائمًا في أروقة المؤسسات الرسمية والمنتديات السياسية اللبنانية، ولكن الطارىء في الأمر والذي يدعو للاستغراب أن تتبرع أطراف داخلية لبنانية لتقدم أوراق اعتماد فعلية في استعمال سلاحها والتصويب مباشرة على عناصر لحزب الله مكلفين بتنفيذ مهمة خاصة بعمل المقاومة، واستدراج البلاد الى فتنة داخلية قد يعلم الجميع كيف تبدأ، ولكن حتمًا، لن يستطع أحد أن يعلم كيف تتطور وكيف تنتهي. 

من هنا، وأمام هذه الظروف الحساسة التي يمر فيها لبنان بالإضافة أيضًا للظروف الحساسة التي تمر فيها المنطقة، ولما أصبح واضحًا للجميع حول نوايا خارجية جدية لاستهداف الساحة الداخلية اللبنانية بأمنها وتماسكها واستدراجها الى فتنة داخلية، ستكون حتمًا قاتلة ومميتة، فإن الجميع (وخاصة الغيورين على مصلحة لبنان وعلى وحدته وأمن شعبه) مدعوون لاستيعاب الحادثة وتداعياتها بما تحتاجه من حكمة وتعقل وبعد نظر وصبر، وذلك لتمرير هذه الظروف الاستثنائية باقل قدر ممكن من الخسائر والتداعيات.

* نقلا عن :موقع العهد الإخباري

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
صفاء السلطان
الدورات الصيفية والقيادة القرآنية
صفاء السلطان
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالملك سام
احذروا «البهلوانات»!
عبدالملك سام
مقالات ضدّ العدوان
طاهر علوان الزريقي
حضرموت على صفيح ساخن
طاهر علوان الزريقي
د.أشرف الكبسي
المشروع الكبير!
د.أشرف الكبسي
مجاهد الصريمي
الهزيمة قبل بدء المعركة
مجاهد الصريمي
محمد صالح حاتم
حظر القنوات اليمنية في اليوتيوب… وأدعياء حرية التعبير
محمد صالح حاتم
عبدالفتاح حيدرة
الوعي بأداء الواجب اليوم لاستعادة كافة الحقوق من العدو
عبدالفتاح حيدرة
عبدالفتاح علي البنوس
ملائكة الرحمة والحفل التكريمي الثاني
عبدالفتاح علي البنوس
المزيد