عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
معركة المفاهيم الاجتماعية والسياسية
سيناريو الشرق الجديد
عن عملية الوعد الصادق الإيرانية.. “رؤية”
الحدث وأثره في صناعة الحياة
خاطرة بين يدي العيد
فشلُ التحالف في تطويع اليمن
جدلية الصراع بين المسلمين واليهود
الصراعُ بين اليهودية والإسلام
العام العاشر من الصمود
التفاعل مع المستوى الحضاري

بحث

  
العرضُ العسكريُّ المهيب
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: 7 أشهر و 5 أيام
الإثنين 25 سبتمبر-أيلول 2023 02:39 ص


لا شك أن العرضَ العسكري المهيب قد حمل عدداً من الرسائل المهمة للإقليم ولأمريكا وللصهيونية العالمية، ولعل من أهم الرسائل التي أوحي بها وكانت ضمنيةً أن الحقَّ ينمو ويعلو شأنه ولو كان ضعيفاً، وأن الباطل مزهوق ولو كان قوياً أَو موهوماً بالقوة، فالفطرة والقوانين الإلهية منذ آدم إلى اليوم تسير بذات النظم، حَيثُ يبدأ الحق صغيراً ضعيفاً، ثم يصبح قوة عظمى تحمل مقومات الانتقال والتحول، حدث ذلك مع الأنبياء وفق أوثق المصادر وهي القرآن، فالأنبياء -كُـلّ الأنبياء- بدأوا مستضعفين، وأنتهى بهم الأمر إلى قوة تقود متغيراً ثقافيًّا وحضارياً واجتماعياً، وهذا هو قانون الله في كونه، وقد قال العرض العسكري بمناسبة العيد التاسع لثورة 21 سبتمبر هذه الحقيقة التي هي حقيقة ثابتة في قانون الله، لكن عمه الطغيان يوصل الأمم إلى المهالك.

يفترض بدول العدوان قراءة رسائل العرض العسكري المهيب قراءة واعية دون القفز على قوانين الله في كونه حتى لا يصل بهم الحال إلى دوائر الهلاك، كما حدث مع الأمم السابقة الذين سرد القرآن قصصهم، وقد كان القرآن الكريم حاضراَ في العرض كمنهج وكرؤية واضحة الدلالة لمن أراد أن يعود إلى منهج الله.

ذلك التنامي في القوة مع وجود الحصار وحركة التدمير الشامل لكل شيء في الحياة والعزلة الدولية، ومع وجود كُـلّ ذلك الترصد والمراقبة عبر أحدث التقنيات، ومع الشعور الطاغي بتدمير القدرات العسكرية لليمن إلى درجة عدم قدرة اليمن على التهديد أَو القيام بأي نشاط عسكري يكون له تأثير، جاء العرض ليقول لدول العدوان ولأمريكا والصهيونية: إن المارد اليمني الذي رأيتم بأسه الشديد -كما وصفه الله في القرآن- ما يزال صاحب قدرة وبأس شديد، وقد قالت المعارك على مدى ثمانية أعوام: إن القوة الحقيقية هي في الإيمَـان؛ ولذلك تهاوت أحدث المعدات العسكرية، وتساقطت المدرعات والمجنزرات من على رؤوس الجبال خوفاً ورعباً من قوة إيمان المجاهد الذي يطأ العتاد العسكري للعدو بقدمَينِ حافيتين.

تزامن هذا العرض مع مشاورات السلام بالوساطة العمانية ولعل المراوغة في سلام عادل ومشرف يحفظ لليمن عزته وكرامته وسيادته وتضحيات ثمانية أعوام سيجعل النتائج كارثية بعد أن تبدلت معايير القوة اليوم، وربما تتلاشى كُـلّ الأحلام، وفي التاريخ عبر لمن أراد أن يعتبر، وكلّ محاولات الالتفاف على خيارات السلام المشرف سوف تبوء بالفشل الذريع؛ لأَنَّ اليمن التي خاضت معركتها الوجودية بقدمين حافيتين وببندق كلاشنكوف، بعد أن دمّـر العدوّ كُـلّ شيء من مقدراتها واستخدم كُـلّ أنواع الأسلحة للدمار الشامل والقنابل الصوتية والفراغية -وبعض الأسلحة تم تجريبها في اليمن لأول مرة- كُـلّ ذلك وغيره مما تحتفظ به الذاكرة العسكرية ولا نحسن سرد تفاصيله قد كان، وتبدل في العرض العسكري الحال من ضعف إلى قوة رادعة قادرة على تغيير المعادلة في المنطقة كلها، وهي قوة مادية تؤازرها قوة إيمَـانية صنعت كُـلّ هذا البهاء والألق في جبين أهل اليمن.

وكما أكّـد الرئيس في خطابه عشية العيد التاسع أن اليمن مع خيارات السلام، وهي لا تهدّد أية دولة، ولكنها لن تقف مكتوفة اليدين إذَا تعرضت لأي استهداف، فالدفاع حق مشروع وتصبح الخيارات مفتوحة فقد لقينا من الصلف ما لقينا وصبرنا ولن نستهدف إلَّا من يريد بنا شرًّا أَو يضمر شِرًّا.

وعلى دول العدوان أن تدرك أن البلد الذي ظنوّه سهل المنال، وأن مهمتهم العسكرية لن تستمر أكثر من أسبوع فيه حتى يصبح مرتعاً خصباً لذئاب الشر من الأمريكان ومن بني صهيون ومن عرب الصحراء الذين لم تسعهم الصحراء في بداية العدوان وهم يفخرون ويرقصون في معبد الشمس في مأرب، ها هو ذلك البلد رغم العدوان والتدمير والحصار ينتفض كمارد كي يعيد ترتيب الأشياء في هذه الجغرافيا العربية التي تلوثت بدعاة التطبيع وبعبيد الأمريكان وتلوثت بقيم العمالة والارتهان والخضوع والفساد الأخلاقي والقيمي، لقد بعث العرضُ العسكري رسائلً واضحة الدلالة يقول مضمونها: لا يمكن لبلد يمتد عميقاً في التاريخ أن يفنى ولكنه يخرج من بين ركام الأحجار أكثر قوة وصلابة، وعلى مثل ذلك تحدث قانون التاريخ، لكن الكثير من عرب الصحراء لا يفقهون، ولو كانوا يفقهون ما أصبحوا أدَاة بغي وتدمير لأمتهم وشعوب المسلمين في عموم الجغرافيا العربية.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن العابد
ضربة يمنية قوية للكيان
عبدالرحمن العابد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالعزيز الحزي
مخاوف من مخاطر الخطة الأمريكية لإيصال المساعدات إلى غزة عبر البحر
عبدالعزيز الحزي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد حسن زيد
مشهدان متناقضان للحرية الأمريكية
محمد حسن زيد
مقالات ضدّ العدوان
عبدالفتاح علي البنوس
في السعودية من أجل اليمن واليمنيين
عبدالفتاح علي البنوس
د.سامي عطا
متى سيتعلم العرب من عِبَر التاريخ !؟
د.سامي عطا
حمدي دوبلة
الرحمة المهداة.. آمال لا تنقطع!
حمدي دوبلة
عبدالقوي السباعي
هذا ما صنعه “الحوثي” ومشروعُه القرآني..!
عبدالقوي السباعي
محمد موسى المعافى
أهمُّ ما تميَّزت به ثورة 21 سبتمبر: شخصيةُ قائدِها
محمد موسى المعافى
طارق مصطفى سلام
يومٌ حافلٌ في تاريخ اليمنيين.. تُوِّجَ بتوجيهاتِ القائد المباركة وعرض السبعين المهيب
طارق مصطفى سلام
المزيد