عبدالرحمن مراد
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالرحمن مراد
التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل
البنية الثقافية اليمنية.. “رؤية تحليلية”
عالم اليوم من منظور عقلاني
حواراتُ السلام في المنطقة
ملامح المرحلة وطبيعة المعركة
معيارُ القوة في الوجود الإسرائيلي
عن العدو وتفكيك خطابه
مبدأ الخيانة في معيار التاريخ
المعرفة القوة الحقيقية في المستقبل
معادلةُ البنك بالبنك والمطار بالمطار

بحث

  
عن عرض الوحدات الأمنية
بقلم/ عبدالرحمن مراد
نشر منذ: سنتين و شهر و 25 يوماً
الأحد 18 سبتمبر-أيلول 2022 07:42 م


كان العرض العسكري للوحدات الأمنية مهيباً، وترك أثراً في نفوس الكثير من الذين ساندوا العدوان فوجدوا أنفسهم بلا كيان، وبلا دولة، وبلا كرامة، وبلا سيادة، وبلا هُــوِيَّة، وليس لديهم أي شيء من مقومات الدولة، مُجَـرّد ضياع وتيه وتشدق بالتحرير دون أن يكون هناك تحريرٌ فعلياً من أدوات الاستعمار.

الكثير اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي يتحدث عن وجود دولة في صنعاء وغيابها الكلي في المحافظات المحرّرة -حسب تعبيرهم طبعاً أما نحن فلا نرى المحافظات الجنوبية إلا محتلّة– انفلات أمني، ونهب ممتلكات، وضياع حقوق المواطنين، واغتيالات واسعة النطاق تنال رموز بعينها، لم يسلم حتى أعضاء مجلس القيادة الذي شكله العدوان، فقد غادر سلطان العرادة عدن؛ بسَببِ المضايقات الأمنية، وغادرها طارق عفاش لذات السبب، ولا يكاد يستقر في عدن من أحد سوى الموالين للإمارات فقط من الشركات الأمنية والعسكرية الذين يلتزمون بتنفيذ ما يراد منهم مقابل ثمن بخس دراهم معدودات.

رغم كُـلّ ما حدث من قصفٍ ومن عدوانٍ غاشم لم يسلم منه حجر ولا شجر ولا بشر في صنعاء وفي عموم اليمن إلا أن صنعاء ظلت عصية على الانكسار، وما يزال الأمن مستتباً، وَإذَا حدثت جريمة لا تمضي 24 ساعة إلا والفاعل في قبضة رجال الأمن، كما أن مستوى الخدمات التي تقدم للمواطن ما تزال بخير رغم شح الإمْكَانات والحصار، ورغم الاستهداف، ولذلك تجد الكثير من أبناء المحافظات المحتلّة يزورون صنعاء بحثاً عن الخدمات الصحية والتعليمية وبحثاً عن الاستقرار والاطمئنان والشعور بالحياة، وبالكرامة وبالعزة، وهو شعور مفقود في المحافظات الجنوبية المحتلّة مهما تشدقوا وزايدوا وأرعدوا وأزبدوا زيفاً وتضليلاً وزوراً فالحال يفصح عن نفسه، وقد تكتشفه من خلال حديثٍ عابر مع زائر لصنعاء من الجنوب أَو الشرق اليمني أَو عبر اتصال هاتفي مع صديق من سكان المناطق المحتلّة، وتكتشفه حتى من الذين يذهبون إلى المناطق المحتلّة من سكان صنعاء يقولون لك بحال الانفلات والضياع والتيه الذي وصلت إليه المناطق المحتلّة فلا يكاد أحد يشعر بقليلٍ من السكينة والاستقرار هناك.

ولذلك كان صدى العرض العسكري للوحدات الأمنية ذا أثر واضح، تجلى في الحالة التفاعلية على شبكة التواصل الاجتماعي، فالكثير منهم قال: شئنا أم أبينا هناك في صنعاء دولة، وليس في عدن من دولة، تلك خلاصة ما وصل إليه التفاعل وكاد أن يكون شعوراً عاماً عند الكثير من الذين ضاق بهم الحال فخرجوا عن صمتهم وقالوا ما يجب عليهم قوله، ونأمل أن يتبعوا أقوالهم مواقف مشرفة من الاحتلال، ومن أذيال الاحتلال، ومن الشركات العسكرية والأمنية التي وضعت نفسها موضع الأجير فتعيث في أرضها وفي بلادها فساداً ودماراً وقتلاً.

ما الذي يفعله المقاولون من الشركات العسكرية والأمنية في عدن وما جاورها من محافظات؟ يمهدون وينوبون المستعمر في حربه مع القوى التحرّرية الرافضة لثنائية الهيمنة والخضوع، فيضع المستعمر يده على مقدرات البلد وينهب ثرواتها، ويرمي للكلاب التي تملأ الأصقاع والأسماع ضجيجاً ونباحاً بالعظام الذي لا يغني ولا يسمن من جوع.

بعد كُـلّ هذا الشتات والانهيار الذي حدث في المنظومة الدولية التي تحكم العالم أصبح الواقع يكشف عن النوايا بصورة جلية وبدون مساحيق، ولذلك عادت شركة توتال إلى الإنتاج دون سابق إنذار لحاجة فرنسا اليوم إلى الطاقة، وسوف يتم استنزاف ثروات البلاد بمساعدة الشركات العسكرية التي تمتهن الحرب في أرضها لصالح المستعمر ومثل ذلك ظاهرة لم يعهدها البشر منذ بدء الخليقة إلى اليوم، وهي من سمات الحرب الحديثة التي يساهم فيها أبناء البلدان أنفسهم فينوبون المستعمر في مهماته العسكرية في احتلال الأوطان مقابل دراهم معدودات، ويمكنوّه من ثروات البلاد.

نحن اليوم في محك التجارب، فالحال الذي وصل اليمن إليه في المحافظات الجنوبية المحتلّة له مماثل تاريخي وقد يطول كما طال زمنه في الماضي لكن خاصية الحرية أصيلة في الذات الوطنية ولذلك لا نظن أن يهنأ المستعمر بما أقدم عليه اليوم، إذ ثم متغير تاريخي في المسار سوف يقطع عليهم أمل الاستمرار، فالجيش اليمني في كُـلّ عروضه العسكرية التي أعلن عنها أرسل رسائله الواضحة والجلية للمستعمر مفادها أن اليمن بلد ذات سيادة ومستقلة وحرة ولن يدخر الجيش جهداً في الحفاظ على خصائص الحرية والسيادة والاستقلال.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
حمدي دوبلة
دموع التمساح الأمريكي!!
حمدي دوبلة
عبدالمنان السنبلي
وللداخلية ورجالها الأشاوس كلمة
عبدالمنان السنبلي
خالد العراسي
اتقوا حرب العدو النفسية
خالد العراسي
عبدالرحمن الأهنومي
" لَهُمُ الأَمنُ ".. قوة اليمن في قوة أمنه وأمانه
عبدالرحمن الأهنومي
د.حمود عبدالله الأهنومي
«أبو سفيان» التحالف و«هند» الارتزاق
د.حمود عبدالله الأهنومي
علي عطروس
«زوعوا حدجة» الخليج حتى يخرج اللبن
علي عطروس
المزيد